
ليس مديحاً إنما هي الحقيقة .. الكاظمي وحده بين الزعماء، فعلها ومضى يتفقد (ويعايد) مرضى أخطر فايروس معدٍ في التاريخ !
في خطوة غير مسبوقة، بل وخطوة فريدة من نوعها، يستبق رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الجميع، ويشد الرحال نحو مدينة الطب في بغداد، هناك في اول يوم من أيام عيد الفطر المبارك، لم يتردد الكاظمي في الدخول لاخطر بقعة في العراق الان، في الوقت الذي لم يجرؤ أقرب أقرباء المرضى من الدخول إلى ردهات العزل الصحي، كان الكاظمي يتنقل بين هولاء الضحايا، ضحايا الفيروس القاتل، مطمئناً على أوضاعهم الصحية، واقفاً عن كثب على حالتهم الصحية.
هذه الخطوة المسؤولة بإمتياز، وغير المسبوقة كما قلنا، تقرأ من جانب إنساني ووجداني، قبل أن تقرأ من جوانب المسؤولية ومتطلباتها الوظيفية، فهي احساس شديد بالمسؤولية الاجتماعية من شخص يتحسس الآلام ومعاناة أبناء شعبه، بل إنه يسعى الان لتطمينهم عبر هذه الوقفة الحانية، فهذا الرئيس لم يفضل أن يقضي يوم عيده الاول في بيته جالساً بين أفراد أسرته كما فعل ويفعل غيره من الزعماء، وهو حق له ولغيره، كما لم يحلس في قصر حكومي منيف على الارائك الفخمة يستقبل كبار المسؤولين ورجال الأعمال، بل فضل ان يقضي هذا اليوم في ردهات مدينة الطب، مختاراً أضعف وامس الفئات حاجة للدعم الروحي والنفسي.
على الرغم من الأخبار التي تؤمد وتقول أن عشرات الكوادر الطبية أصيبوا في العراق بالفايروس الخطير المعدي خلال ال 72 ساعة الماضية
إن هذه الزيارة الخاصة تأتي كما هو واضح في إطار الخطة التي يريد رئيس الوزراء قياداتها للحد من تفشي وباء كورونا المستجد الذي بدأ لشديد الاسف ينتشر بشكل مخيف، ويشكل خطرا داهماً على الصحة المجتمعية، وهذا أيضا يقرأ في إطار عملية التهيئة الشاملة للخطة الوطنية لمكافحة الوباء والقضاء عليه، ولذا لم يتأخر الكاظمي في إعلان تشديد إجراءات الحظر الصحي الشامل.
ان إصلاح المؤسسات الصحية كانت أولوية في برنامج حكومة الكاظمي، لذلك بدأ الرجل بالخطوات والإجراءات والترتيبات حيث إن هذا القطاع من الممكن أن يتأثر بالأزمة المالية التي تضرب كل مفاصل الدولة، ويمكن أن يكون الكاظمي قد اعد لترتيبات وإجراءات شاملة لضمان جودة عالية في قطاع الصحة على الأمد القريب والمتوسط.
ختاماً، يمكن أن نقرأ الحضور الميداني في ردهات مصابي كورونا المستجد لرئيس الوزراء في الوقت الذي يحجم فيه الكثير من الرؤساء والمسؤولين في دول العالم عن ذكر اسم هذا الوباء حتى مجرد ذكرٍ خوفاً وتحوطاً وإبتعاداً عن شره الخطير، سيقرأ هذا الحضور بأنه تحول في التعاطي الحكومي مع المشاكل التي تواجه الشعب العراقي، ففي الوقت الذي غابت رئاسة الوزراء السابقة طوعياً ( ….. ! ) ولم تقم بما عليها من مواجهة استحقاقات الواقع، فإن الرئاسة الحالية تؤكد أن المنهج الجديد هو العمل على الأرض والتصدي بشكل حازم لأي تحدٍ مهما كان خطراً.