
على دأب الحكومة السعودية استغلال الحج لأغراض سياسية٬ وتحت يافطة “أداء الفريضة” يحّج سياسيون عراقيون الى “الرياض”٬ وليس الى “مكة” لغرض التنسيق السياسي٬ لمرحلة “ما بعد السبهان”٬ ومع اقتراب تحرير الموصل من داعش.
وأفادت رسالة من مصدر وتنشرها كما وردت الى زاوية “المواطن الصحافي” فان عددا من السياسيين العراقيين٬ يزورون الرياض لغرض “التنسيق المشترك لجهة تعزيز النفوذ السعودي في العراق”.
ووفق المصادر٬ فاّن رافع العيساوي وهو سياسي عراقي مطلوب للقضاء لدعمه الإرهاب٬ يزور العاصمة السعودية الرياض٬ ومعه عدد من أعضاء مجلس النواب لـ”استلام” التوجيهات و”الأموال” وتحديد “المهام” التي ستُناط بهم في المرحلة المقبلة واستلام الدعم اللوجستي المفتوح٬ وفق الرسالة.
ووفق المعلومات التي كما وردت٬ فان الوفد وصل الجمعة الماضي٬ الى جدة في المملكة العربية السعودية٬ وعلى رأسه سلمان الجميلي وزير التخطيط واحد قيادات “اتحاد القوى”٬ ومعه عدد من اعضاء البرلمان التابعين للكتلة نفسها٬ من اجل التنسيق مع الجهات السعودية المعنية بالملف العراقي٬ وعلى راسهم سفير السعودية الُمبعد من بغداد٬ ثامر السبهان٬ وفريق من المخابرات السعودية.
ونقلت أطراف عراقية في هذا الاجتماع رسالة من محافظ نينوى السابق ٬ اثيل النجيفي رسالة الى الجهات السياسية٬ اكد فيها على ضرورة تعزيز النفوذ السعودي في الموصل بعد تحريريها وانه يفضل تنسيقا سعوديا تركيا بشأن ذلك.
وما يعّزز هذه المعلومات٬ تأكيد “الهيئة العليا للحج والعمرة”٬ في العراق في 07 أيلول٬ ٬2016 ان عددا من هؤلاء النواب جاءوا الى الديار المقدسة خارج مظلة الهيئة بعد منح السلطات السعودية مقاعد للحج لنواب ومسؤولين وشخصيات سياسية.
وفي ٬2015 كشف رئيس مكتب شؤون حجاج العراق رئيس هيئة الحج والعمرة خالد العطية٬ أن السفارة السعودية في عمان منحت تأشيرات دخول الى بعض المسؤولين.
واعتبرت المصادر٬ ان الحج كان فرصة سانحة لعقد اجتماعات وصفت بـ “السرية” وضمت كل من شعلان الكريم٬ ومحمد تميم التميمي٬ وعزالدين الدولة٬ وخالد المقرحي احد نواب البرلمان من كركوك٬ وغيرهم.
كما انضم الى الاجتماع٬ سعد فتيحان ابو ريشة وبرفقته ستة شيوخ من مدينة الموصل للتباحث حول مستقبل الموصل ما بعد داعش٬ والكيفية التي يمكن بها تعزيز دور السعودية في محافظة نينوى.
وأفادت المعلومات أيضا٬ ان اول خطوة على هذا السبيل٬ الدعم المادي لفصائل سياسية معينة٬ شرط الالتزام بـ”أوامر” الرياض٬ والتركيز على استمالة رؤساء العشائر العراقية عبر الدعم المالي المباشر.
وتستغل الرياض٬ الحج٬ لأغراضها السياسية٬ في وقت حرمت فيه الآلاف من الحجاج الشيعة من ايران واليمن وسوريا من الحج هذه السنة للمرة الأولى منذ حوالى ثلاثة عقود.
وكانت وثيقة نُشرت في حزيران 2015 وأفادت بان هناك تأشيرات حج مخصصة لأياد علاوي٬ شاع أمرها داخل العراق٬ ما تسبب احراجاً له٬ ما استدعي التغطية على هذا المأزق بزيادة أعداد الحجاج بصورة رسمية من قبل السعودية٬ لتبدو المسألة وكأنه رضوخ لمطالب العراقيين بزيادة اعداد الحجيج منهم.
و تشير وثيقة نشرها موقع “ويكليكس” الى ان السعودية وبالتنسيق مع سياسيين عراقيينّ وظفوا قضية زيادة اعداد الحجاج العراقيين لأغراض سياسية٬ فيما تتبّجح السعودية على الدوام بانها ضد استخدام شعيرة الحج لأية أغراض سياسية أو إثارة للطائفية.
ووفق ذلك٬ فان السعودية التي رفضت طلبا عراقيا رسميا بزيادة أعداد الحجيج الى الديار المقدسة٬ منحت 6000 تأشيرة وبشكل “سري جدا”٬ لسياسيين عراقيين “اكراما” لهم لتنفيذهم سياساتها وتبنيهم وجهات نظرها داخل وطنهم.
وأفادت الوثيقة “بموافقة المقام الكريم بمنح 6000 تأشيرة بشكل سري جدا لثلاث شخصيات عراقية هم أياد علاوي٬ وطارق الهاشمي٬ وأسامة النجيفي وبمقدار 2000 تأشيرة لكل منهم”.